أهمية الفطور الصباحي لطلاب المدارس:-
لا يخفى علينا جميعا أهمية التغذية السليمة للإنسان الصحيح أو المريض ودورها الفعال في علاج أو تلاقي العديد من الأمراض بإذن الله.
وهذا يندرج على تغذية طلابنا وطالباتنا، فالعودة للمدرسة مناسبة مهمة لكل أفراد الأسرة والمجتمع ومع بداية عام دراسي جديد تتأكد أهمية صحة الطلاب والطالبات حيث للتغذية في سن الطفولة أهمية قصوى على صحة الإنسان في مراحل النمو الأخرى.
يواجه الطفل في السنوات الأولى من حياته تحديات نمائية متعددة ولعل من أهمها تلك التي تتصل ببناء قدراته الفكرية والتعليمية بناء صحيا وقويا ويتأثر النمو المعرفي والتطور الذهني في مرحلة الطفولة بعوامل داخلية وخارجية متعددة، ولعل التغذية الصحية من أهم العوامل التي تعمل على تفعيل النشاط الفكري للطفل كما تسهم في تنمية قدراته على التعليم والتحصيل المعرفي في المدرسة.
تعد وجبة الفطور الصباحية من أهم الوجبات الغذائية حيث تزود الطفل بربع إلى ثلث الاحتياجات اليومية من العناصر الغذائية والسعرات الحرارية.
هناك سؤال يطرح نفسه: هل تعد وجبة الفطور ضرورية؟ تعد مشكلة سوء التغذية بأنواعها المختلفة من أكثر المشكلات الصحية التي يواجهها أطفال العالم حيث تعود آلاف الأطفال الذهاب إلى مدارسهم يوميا دون إفطار وخاصة في المنطقة العربية. فهل يشكل هذا النقص البسيط في التغذية في هذه الفترة الحرجة من نمو الطفل خطرا حقيقيا على تطوره الذهني ومستقبله التعليمي؟ وهل تتعرض قدرات الطفل الفكرية والتعليمية للخطر وما أوجه النقص الغذائية التي تعمل على إعاقة مسيرة الطفل التعليمية؟
إن إهمال وجبة الفطور الصباحي من المشكلات الغذائية التي يعانيها أطفالنا رغم التقدم الكبير والسريع الذي حققه العالم العربي وخاصة منطقة الخليج العربي إلا أن أمراض سوء التغذية التي يعانيها المجتمع وخاصة فقر الدم بين طلاب وطالبات المدارس على الرغم من توافر الخدمات الصحية والاجتماعية في دول هذه المنطقة وقد أجريت دراسات عديدة للتعرف على أسباب انتشار فقر الدم بين طلاب وطالبات المدارس فأكدت أهمية وجبة الإفطار الصباحي. إن إهمال هذه الوجبة يعد من المشكلات الغذائية التي يعانيها أطفال المدارس في جميع المراحل الدراسية المختلفة حيث يتعرض الطفل لنظم جديدة في غذائه ويبدأ في تناول بعض الأغذية بعيدا عن المنزل، وبما أن الدراسة تضم طلابا من بيئات مختلفة من حيث الثقافة الغذائية فقد يتعايش الطالب مع أنماط غذائية تختلف عما اعتاد عليه الطفل في بيئته ويكون أكثر تقبلا لتجربة طعام جديد إذا كان مع رفاقه وهناك أسباب عديدة تدفع الطالب لعدم تناوله الإفطار ينام الطفل متأخرا ويستيقظ متأخرا مما لا يمكنه من تناول الإفطار خوفا من التأخير الصباحي عن الحصة الأولى.
أيضا تجد بعض الأمهات صعوبة في تحضير وإعداد الوجبة إما لارتباطها بوظيفة وإما لاستيقاظها متأخرا، وأيضا اعتمادها على الخادمات في تحضير وتجهيز الوجبة، ومن الأمور المهمة أن الأسرة لم تتعود على تناول الإفطار مما ينعكس على تربية الأبناء في هذا الجانب.
وقد أكدت الدراسات أن نقص الحديد يتسبب في حدوث تغييرات في سلوكية الطفل وقد تؤثر في الجهاز العصبي مما يؤدي إلى القلق والإجهاد عند الطفل ويعود السبب إلى قلة تناول أطفال المدارس الأغذية الغنية بالبروتين وعنصر الحديد وأغذية تزيد من امتصاص الحديد مثل فيتامين C بالإضافة إلى فقدان الدم المتكرر بسبب الأمراض الطفيلية للجهاز الهضمي وقد أشار الكثير من الدراسات أن معدل انتشار فقر الدم بين الطلبة والطالبات في الدول النامية أعلى من الدول المتقدمة كذلك أشارت الدراسات إلى أن معدل عدم تناول الأطفال وجبة الإفطار يزداد مع تقدم عمر الطفل وأن معدل انتشار فقر الدم يزداد عند الأطفال الذين لا يتناولون وجبة الإفطار.
وقد أكدت الدراسات العديدة تأثير وجبة الفطور على مستوى الذكاء عند الطفل وبينت أن الأطفال الذين يتناولون وجبة الإفطار بانتظام يستطيعون التفكير بذكاء أكثر ويكونون أقل إحساسا بالتعب ويلعبون لفترات طويلة ويكون أداؤهم أفضل من الأطفال الذين يهملون هذه الوجبة.
كذلك أظهرت الدراسات أن تناول وجبة الإفطار سريعا له آثار عكسية على عدم استفادة الجسم من العناصر الغذائية وأن الأطفال الذين يهملون هذه الوجبة ينعكس على أدائهم في التحصيل الدراسي نتيجة لنقص بعض العناصر الغذائية كنقص الحديد ويصابون بالقلق وزيادة النشاط البدني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق