الخجل عند الاطفال

أضف تعليق
الخجل

هو نوع من القلق الاجتماعي يؤدي لحدوث مشاعر بين القلق والتوتر، ويشمل عددًا من الأعراض، منها: قلة الكلام بحضور الغرباء، عدم القدرة على التعامل مع الأقران، شعور بالقلق والضيق عند الحديث، يكون الطفل منزوي ومنطوي على نفسه، لديه احمرار الوجه وشعور بالنقص، وتلعثم وارتباك، ولا ينظر لمن يتكلم معه، ولديه زيادة في نبضات القلب وتعرق وارتجاف في اليدين.
كما يتصف الطفل الخجول بالتردد، وعدم الثقة بالنفس، والانطواء، وإيثار العزلة والحديث بصوت خافت، وكل همه أن يتوارى عن الأنظار، وإذا حدث ووجد في جمع غرباء أو أقرباء فإن حمرة الخجل سرعان ما تكسو وجهه، ويتهرب الطفل الخجول من العلاقات الاجتماعية، فهو يختفي عن الأنظار إذا ما أتى زائر إلى المنزل، ويتجنب المشاركة مع أقرانه في ألعاب جماعية، وفي بعض الأحيان يعاني الخجول من اضطرابات في الحواس والنطق والذاكرة، وربما يؤدي اضطرابه النفسي إلى التأتأة واللجلجة وغيرها من اضطرابات الكلام.
وقد تلعب الوارثة دوراً كبيراً في شدة الخجل عند الأطفال فالجينات الوراثية لها تأثير كبير على خجل الطفل من عدمه، فالخجل يولد مع الطفل منذ ولادته، وهذا ما أكدته التجارب، لأن الجينات تنقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الجنين، والطفل الخجول غالبـاً ما يكون له أب يتمتع بصفة الخجل، وإن لم يكن الأب كذلك فقد يكون أحد أقارب الأب كالجد أو العم .. إلخ.
أسباب مشكلة الخجل:

هناك العديد من الأسباب التي قد تسبب مشكلة الخجل لدى الأطفال، منها:
1- الوراثة:
يرى بعض الباحثين أن فسيولوجية الدماغ عند الأطفال المصابين بالخجل هي التي تهيؤهم لأن يستجيبوا استجابات تتصف بالخجل، كما أن الجينات الوراثية لها تأثير كبير على خجل الأطفال، فالطفل الخجول غالباً ما يكون له أب يتمتع بصفة الخجل، أو قد يتمتع بصفة الخجل، أو قد يتمتع أحد أقاربه بالخجل، فالطفل يرث بعض صفات والديه.
2- أسلوب معاملة الوالدين للأبناء:
قد يكون لقلق الأم الزائد على طفلها ومراقبتها المستمرة لتصرفاته بهدف حمايته من الأسباب التي تحول دون انطلاقه وعدم استمتاعه باللعب أو التواصل والتفاعل مع الأطفال الآخرين، كما أن التشدد في معاملة الطفل والإكثار من زجره وتوبيخه لأبسط الأسباب وبخاصة أمام أقرانه من العمر نفسه، يثير لدى الطفل الشعور بعدم الثقة بالنفس ومشاعر النقص، ويلجأ الى الغياب عن أعين الآخرين.
3- الخلافات بين الوالدين:
تسبب الخلافات مخاوف غامضة لدى الطفل وتجعله يشعر بعدم الأمان مما يؤثر في نفسيته ويؤدي إلى الانطواء ويلوذ بالخجل.
4- عدم تعويد الطفل على الاختلاط بالآخرين:
إن جعل الطفل تابعاً للكبار وفرض رقابة شديدة عليه، يشعره بالعجز عند محاولة الاستقلال واتخاذ القرارات التي تخصـّه.
5- الشعور بالنقص:
يعد الشعور الطفل بالنقص من أقوى مسببات الخجل، ويتولد هذا الشعور بسبب وجود عاهات جسمية لديه، وقد تعود مشاعر النقص عند الطفل نتيجة قلة مصروفه مقارنة بزملائه، أو رداءة ثيابه مقارنة بالزملاء أو عدم تمكنه من دفع ما يترتب عليه من اشتراكات تطلب منه من قبل المدرسة، أو اقتنائه أشياء لفترة طويلة ولا يستطيع تغييرها نظراً لفقره.
6- التأخر الدراسي:
إن تأخير الطفل الدراسي عن باقي زملائه من الأمور الجوهرية التي تشعره بالخجل وأنه أقل من مستوى زملائه. ولكن لايعني ذلك أن كل تلميذ خجول متأخر دراسيـًّا، فكثير من التلاميذ الأوائل في المدرسة يعانون من الخجل لأسباب أخرى.
7- تقليد الوالدين:
عادة ما يكون للآباء الخجولين أبناء خجولين والعكس ليس صحيحاً، إذ إن الأبناء يقلدون آباءهم في الخجل وبخاصة عندما يدعم الآباء هذا السلوك لدى أبنائهم.
8- شعور الطفل بعدم الأمن:
إن الطفل الذي لا يشعر بالأمن والطمأنينة يتجنب الاختلاط مع الآخرين، إما لقلقه الشديد، وإما لفقدانه الثقة بالآخرين وخوفه منهم، أو من سخريتهم منه.
علاج مشكلة الخجل:
توجد أساليب عديدة يمكن الاستفادة منها في علاج الخجل عند الأطفال منها:
1. تحديد مصادر الخجل عن الطفل وكيف نشأت: لابد من التفكير في المواقف التي تسبب الخجل عند الأطفال وجعلها عادية ومشوقة وليست غريبة، لأن ذلك من شأنه إبعاد مشاعر القلق عنهم.
2. لابد من تدريب الطفل الخجول على مواجهة المواقف الاجتماعية والتعامل مع الأطفال الآخرين والكبار، وهذا الأمر يحتاج الى تدريب مدة حوالي عشر دقائق يومياً. ولابد أيضاً من تشجيعه على سرد قصة أمام الأهل أو الأصدقاء، ومكافأته على أدائه، وعدم الإكثار من الملاحظات في المراحل الأولى من التدريب، فكثير من الحالات تتحسن مع زيارة التجارب الناجحة والثقة بالنفس، وكثير منها يتحسن مع التقدم في العمر.
3. تشجيع الطفل على التعبير عن نفسه بصراحة: لابد من تشجيع الطفل الخجول على التعبير بصراحة ودون خوف عن رغباتهم وحاجاتهم وامتلاك الشجاعة للرفض أو الاعتراض عندما لا يرغبون في شيء معين.
4. عدم إهانة الطفل أو انتقاده أمام الاخرين: إن إهانة الطفل أو انتقاده أمام زملائه أو أمام الآخرين، يؤدي الى شعور الطفل بالإهانة والنقص وقلة الحيلة مما يدفعه إلى الانسحاب من هذه المواقف والانعزال عن الآخرين.
5. تدعيهم ثقة الطفل بنفسه: إن بناء ثقة الطفل بنفسه يكون من خلال ذكر مواضع قوته ومواقف النجاح التي حققها وإنجازاته ومن خلال قبول بعض الجوانب التي قد يعاني منها. ومن الضروري ايضاً ترك بعض الحرية للطفل لاكتشاف ما حوله بنفسه لأنه يتعلم من خلال التجربة. كما لابد من تقبل بعض الأخطاء عند وقوع الطفل بها والمساعدة في المحاولة مرة اخرى حتى يحقق النجاح، لأن ذلك يساعد في تدعيم ثقته بنفسه. كما لابد من أن يشعر الطفل الخجول بالحب والود لكي يتقبل الأسباب الكامنة وراء خجله.
6. تشجيع الطفل على الهوايات المفيدة: لابد من تشجيع الطفل على ممارسة هواياته لأن ذلك من شأنه أن يكسبه احترامه لنفسه من خلال تحقيق إمكاناته والتفاخر بها. كما لابد من تشجيع الطفل على الاستمرار في ممارسة هذه الهوايات وتوجيهه حسب الإمكانات التي يمتلكها بما يحقق له النجاح، مع تشجيعه على التواصل مع الآخرين ومشاركتهم مناسباتهم، لأن ذلك يقوي الأنا لديه، ويعزز ثقته بنفسه.
7. إعطاءه أعمال تناسب قدراته وتدريبه على الشجاعة كأن يلقى قصيدة أمام الأهل.
8. توفير جو مريح نفسيـًّا من الحب والحنان وعدم نقدهم أمام الآخرين.
9. ممكن أن يكون هناك تدريب أمام المرآة كأن يتدرب على محادثة غيرة وينظر لنفسه في المرآة .
10. قد يكون الخجل بدرجة كبيرة قبل دخول المدرسة لكنه يتلاشى بعد الدخول للمدرسة.
أساليب الوقاية والعلاج:
أ. من الأفضل ألا يتعرض الطفل بصفة عامة للحماية الزائدة والعطف الزائد طول الوقت، ولا للقسوة الزائدة بالإسراف في الأوامر والتعليمات والنواهي، بل يجب مراعاة خط الاعتدال والموازنة بين القسوة واللين.
ب. أن يتجنب الآباء إشعار الطفل بخجله أو الإشادة به كطفل خجول مؤدب.
ج. ينبغي تشجيع الطفل على أن يطلب ما يريد بجرأة ودون خوف أو حرج، وإشراكهم في مجموعات اللعب الموجه، أو التدريب على المهارات، وإفساح المجال أمام الطفل ليتغلب على الخجل من خلال إحراز نجاحات رياضية يحققها أمام الآخرين.
د. ينبغي ألا ندفع الطفل إلى القيام بأعمال تفوق قدراته وإمكاناته، لأن ذلك يشعره بالعجز ويجعله يزداد خجلاً.
ه. لا بد أن نعود الأطفال منذ صغرهم على مخالطة الآخرين وكسب صداقاتهم وودهم، وأن نصحبهم في زيارات الأهل والأقارب، وأن نشجعهم على الحديث أمام غيرهم سواء كانوا صغاراً أم كباراً.

0 التعليقات: